افتتحت جامعة الروح القدس- الكسليك ورجل الأعمال كارلوس غصن برنامجًا تنفيذيًا حول "الاستراتيجيات والأداء في مجال الأعمال مع كارلوس غصن Business Strategies & Performance with Carlos Ghosn "، يعالج الإشكاليات المطروحة في عالم الأعمال اليوم، في إطار المبادرة الثلاثية الأبعاد التي أطلقتها الجامعة وغصن منذ فترة وجيزة تحت عنوان: "ونمضي قدمًا Moving Forward".
وقد استقطب هذا البرنامج التعليمي عشرين مشاركًا من كبار المدراء التنفيذيين وأصحاب الشركات من لبنان ومن مختلف أنحاء العالم، 15 منهم حضر إلى حرم الجامعة و5 شاركوا إفتراضيًا، متحدّين الأزمات التي تعصف بالعالم اليوم، الصحية منها والاقتصادية، ليتشاركوا المعلومات ويتفاعلوا مع نخبة من الخبراء الدوليين الذين يتمتعون بمسيرة مميزة في إدارة مؤسسات ناجحة، ومن بينهم كارلوس غصن، حيث سيقدّمون لهم عشرة ورش عمل تتمحور حول كيفية بناء نموذج مرن للأعمال ومساعدة المؤسسات على تطوير قادة عالميين وإعداد مواهب لاستلام الإدارة العليا.
ومن أهم المواضيع التي ستتم معالجتها هي إدارة الأزمات؛ تحديد الأولويات والتحديات، إدارة الربح والخسارة، كيفية بناء فريق رابح، إدارة التنوع والتعدد الثقافي، كيفية بناء الثقة والالتزام، الذكاء الاصطناعي ومساهمته في خدمة نماذج الأعمال الجديدة، وإدارة الابتكار.
واعتبر غصن في مداخلته أنه "منذ وصولي إلى لبنان أبديت استعدادي الكامل لمساعدته على تخطي الظروف الصعبة التي يمر بها، ووجدتُ أنّ الحل الأمثل يكمن في تعزيز التعليم. وبدأتُ تحقيق ذلك بالتعاون مع رئيس جامعة الروح القدس- الكسليك الأب طلال هاشم، الذي كان المبادر الأول والوحيد، ورأينا أننا بحاجة إلى برنامج يختص بالإدارة، يكون فريداً من نوعه يختلف عن البرامج التي تقدمها الجامعات الأخرى. فعملنا على بناء برنامج يستند إلى الخبرات والتجارب والمعارف وليس على نظريات أكاديمية بحتة، ضمن قالب أكاديمي بسيط من شأنه أن يضع هذه الخبرات في سياقها الأكاديمي وأن يذكّر المشاركين ببعض المعارف الأكاديمية المكتسبة سابقاً. إنّ جوهر هذا البرنامج يقوم على الاستعانة بأشخاص أعرفهم شخصيًا وكنتُ قد عملت معهم، فاخترتهم ليتشاركوا معكم بالخبرات التي اكتسبوها على مر سنين خلال مسيرتهم الطويلة في عالم الأعمال.
واعتبر غصن أنه "اخترتُ المواضيع كما لو أنني رجل أعمال أعمل في لبنان أو أريد أن أوسّع أعمالي فيه انطلاقاً من اهتمامات ومخاوف أي رجل أعمال يعمل في لبنان وليس من نظريات أكاديمية. وهذا ما سيجعلكم تستفيدون من هذا البرنامج على أمل أن نحسّنه أكثر فأكثر في السنة القادمة. وتجدر الإشارة إلى أنّ رسوم هذا البرنامج ستذهب لدعم تدريب التقنيين الذين فقدوا وظائفهم أو يبحثون عن وظيفة أفضل. فلا أنا ولا الجامعة نبغي كسب الربح من هذا البرنامج".
ولفت الى أن "لبنان في حالة صعبة، ولكنه ليس وحيداً، فهو يملك طاقة بشرية مهمة مقيمة ومغتربة. وكثيرة هي البلدان التي عرفت ركوداً اقتصادياً، مثل الولايات المتحدة الأميركية واليابان والبرازيل وبلدان أخرى، ولكنها تخطت ذلك، على أمل أن يجتاز لبنان هذه المرحلة الصعبة بمساعدة أبنائه".